كندا تطرد ستة دبلوماسيين هنوداً على خلفية أنشطة إجرامية

طردت كندا اليوم ستة دبلوماسيين هنوداً معتمَدين لديها، من بينهم المفوّض السامي (السفير)، بعد أن أعلنت الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) توصّلها إلى أدلة على وجود أنشطة إجرامية عنيفة مستمرة مرتبطة بالحكومة الهندية، وفقاً لما ذكره مسؤول كبير في الحكومة الكندية.

وتحدّث المسؤول الكندي شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخوّل بالتحدّث علناً عن هذا الأمر. وردّت الهند بطرد ستة دبلوماسيين كنديين معتمَدين لديها. وكانت الهند قد أعلنت في وقت سابق اليوم أنها ستسحب مفوّضها السامي من كندا بعد رفضها ما جاء في إخطار كندي رسمي عن أنّه ’’شخص محلّ اهتمام‘‘ في تحقيق جنائي يتعلق بأنشطة إجرامية.

واتهمت الهندُ كندا بأنها تعتبر السفير وغيره من الدبلوماسيين الهنود المعتمَدين في أوتاوا من المشتبَه بهم المحتمَلين في التحقيق في اغتيال الناشط الكندي السيخي هارديب سينغ نيجار في غرب كندا منتصف العام الماضي، وهي قضية تسببت في أزمة دبلوماسية بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إنها ’’تلقّت رسالة دبلوماسية من كندا تشير إلى أنّ المفوض السامي الهندي (السفير الهندي) ودبلوماسيين آخرين هم أشخاص موضع اهتمام‘‘ في التحقيق الجاري، مضيفةً أنها ترفض ’’الافتراضات المنافية للعقل‘‘ الواردة في هذه الرسالة الدبلوماسية التي تلقتها يوم أمس.

يُذكر أنّ التوتّر بين أوتاوا ونيودلهي بلغ ذروته عندما اتّهم رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في 18 أيلول (سبتمبر) 2023 علناً السلطاتِ الهندية بالضلوع في اغتيال نيجار، إذ قال إنّ هناك ’’مزاعم موثوقة‘‘ عن ضلوع السلطات الهندية في هذه الجريمة.

وكان نيجار من دعاة إنشاء وطن لأتباع الديانة السيخية يحمل اسم ’’خالصتان‘‘ ويتمّ اقتطاعه من الأراضي الهندية. وقُتل بعيارات نارية في 18 حزيران (يونيو) 2023 فيما كان يغادر معبداً سيخياً في مدينة ساري في منطقة فانكوفر الكبرى.

وفي بيانها الصادر اليوم أضافت وزارة الخارجية الهندية أنّ المزاعم القائلة بأنّ نيو دلهي متورطة في جريمة اغتيال نيجار هي ’’سخيفة‘‘، ورأت فيها ’’إستراتيجية لتشويه سمعة الهند لأغراض سياسية‘‘.

’’تحتفظ الهند الآن بالحق في اتخاذ مزيد من الإجراءات رداً على هذه الجهود الأخيرة من الحكومة الكندية لتلفيق مزاعم ضد الدبلوماسيين الهنود‘‘، أضاف بيان وزارة الخارجية الهندية.

يُذكر أنّ الهند اتخذت إجراءات دبلوماسية بحق كندا في أعقاب اتهام ترودو لها بالضلوع في اغتيال نيجار.

وكان نيجار، الذي هاجر إلى كندا عام 1997 وحصل على جنسيتها عام 2015، مطلوباً من قبل السلطات الهندية بتهمة الإرهاب المزعوم والتآمر لارتكاب جريمة قتل. وأوقفت السلطات الكندية أربعة مواطنين هنود في أعقاب اغتياله.

وتضمّ كندا حوالي 770.000 شخص من الطائفة السيخية، يشكّلون 2% تقريباً من إجمالي عدد السكان، ومن بينهم أقلية نشطة تدعو إلى إنشاء دولة ’’خالصتان‘‘ المستقلة.

(نقلاً عن وكالتيْ الصحافة الكندية والفرنسية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *